في تصريحاتٍ أثارت جدلاً واسعاً، أكد دونالد ترامب، المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية، ضرورة انسحاب الولايات المتحدة من الحرب الدائرة في أوكرانيا، رغم تقديمها دعماً عسكرياً وإنسانياً حيوياً للحكومة الأوكرانية. ويُعزى هذا الموقف إلى اعتقاد ترامب بأن استمرار الدعم الأمريكي يُعيق جهود إنهاء الحرب، مُشدداً على قدرته على حلّ الأزمة سريعاً بمجرد وصوله للرئاسة. لكن، يثير هذا التصريح قلقاً بالغاً، لا سيما لدى حلفاء أوكرانيا الذين يخشون من تداعياته.
ففي خطوةٍ تُثير التساؤلات، صرّح ترامب خلال تجمع انتخابي بأنه سيسعى لإنهاء الحرب من خلال المفاوضات، مُؤكداً على ضرورة انسحاب الولايات المتحدة من الصراع. لكن، دون تقديم تفاصيل واضحة عن خطته، ما زاد من مخاوف حلفاء أوكرانيا من إمكانية الضغط عليها لتقديم تنازلات كبيرة لروسيا، مُهدداً مستقبلها ومصالحها.
من ناحية أخرى، سبق لترامب أن اقترح على الرئيس الأوكراني، منذ يونيو الماضي، إنهاء الحرب في حال فوزه بالانتخابات. لكن، مواقفه المتذبذبة، مع رفضه انتقاد الحرب بشكل صريح، وإصراره على انسحاب الولايات المتحدة من حلف الناتو، أثارت شكوكاً عميقة حول نواياه الحقيقية.
ويزيد من تعقيد المشهد، رفض ترامب، خلال أول مناظرة رئاسية، الإجابة عن سؤال حول ما إذا كان يرغب بانتصار أوكرانيا على روسيا. وهذا الموقف الغامض، بالإضافة إلى رغبته بإنهاء الحرب دون تقديم تفاصيل، يُعزز المخاوف لدى أوكرانيا وحلفائها من إمكانية الضغط عليها للقبول بهزيمة جزئية، مما قد يُلحق ضرراً كبيراً بمصالحها ومستقبلها.
في ظلّ هذه التطورات، تثير تصريحات ترامب حول الحرب في أوكرانيا قلقاً بالغاً لدى حلفاء أوكرانيا، حيث يخشون من أن تُفضي إلى إجبار أوكرانيا على قبول شروط غير مناسبة لإنهاء الحرب، مما قد يُضعف موقفها التفاوضي ويعرض مصالحها للخطر. ويبقى السؤال المُلحّ: هل يهدف ترامب حقاً إلى إنهاء الحرب، أم أنه يُحاول تحقيق مكاسب سياسية على حساب مصالح أوكرانيا وحلفائها؟
25/09/2024