في مشهدٍ يُثيرُ القلقَ ويُنذرُ بكارثةٍ صحيّةٍ مُحتملة، يُواصلُ مرضُ جدري القردة زحفَهُ في القارةِ الإفريقية، مُتحدّيًا جهودَ السلطاتِ الصحيّةِ الراميةِ إلى احتواءِ انتشاره. فقد أعلن المركزُ الإفريقيُّ لمكافحةِ الأمراضِ والوقايةِ منها (CDC Africa) عن أرقامٍ مُفزعةٍ تُسلّطُ الضوءَ على حجمِ التحدّي الذي تُواجهُهُ القارّةُ السمراءُ في مواجهةِ هذا المرض. وبحسبِ آخرِ الإحصاءات، فقد تجاوزَ عددُ الإصاباتِ حاجزَ 29 ألف إصابة، مُسجّلاً أكثرَ من 700 حالةِ وفاةٍ منذُ بدايةِ عامِ 2024.
وفي تأكيدٍ لخطورةِ الوضع، سجل المركزُ تسجيلَ ما يقربُ من 6 آلافِ حالةٍ مؤكدة، مُوضحًا أن المرضَ قد انتشرَ في جميعِ مناطقِ القارةِ الإفريقيةِ الخمس، مما يُنذرُ بتفاقُمِ الأزمةِ الصحيّةِ في حالِ عدمِ اتخاذِ إجراءاتٍ عاجلةٍ وفعّالة.
ويُشارُ إلى أن المركزَ الإفريقيَّ ومنظمةَ الصحةِ العالميةِ كانا قد أعلنا، في أغسطس الماضي، عن تفشّي جدري القردة في إفريقيا كحالةِ طوارئَ صحيّةٍ عامة، مُخصّصَين 600 مليونِ دولارٍ لمكافحةِ المرضِ والحدّ من انتشاره. إلا أن الأرقامَ الجديدةَ تُظهرُ بوضوحٍ أن الجهودَ المبذولةَ لم تكن كافيةً لاحتواءِ المرض، مُطالبةً بِتدخّلٍ دوليٍّ عاجلٍ لدعمِ القارةِ الإفريقيةِ في هذهِ المعركةِ الصعبة.
وتُثيرُ هذهِ الأرقامُ المُقلقةُ تساؤلاتٍ مُلحةً حولَ مدى فعاليةِ الإجراءاتِ المُتخذةِ لمُكافحةِ المرض، وحولَ قدرةِ القارةِ الإفريقيةِ على مواجهةِ هذا التحدّي الصحيّ الخطيرِ بمواردها الذاتية.
24/09/2024