تُعلن إسبانيا عن دخولها مرحلة جديدة من النمو الاقتصادي، مدفوعةً بتوقعات إيجابية تُبشر بمستقبل واعد. ففي خطوة تعكس ثقةً متزايدةً في أداء الاقتصاد المحلي، رفعت الحكومة الإسبانية توقعاتها للنمو وفرص العمل خلال السنوات المقبلة. وتُعزى هذه التوقعات المشرقة إلى أداء اقتصادي قوي خلال الأشهر الأخيرة، حيث سجّل الناتج المحلي الإجمالي نموًا ملحوظًا، كما ارتفعت مؤشرات التوظيف والإنتاج الصناعي بشكل ملحوظ.
وتُترجم هذه المؤشرات الإيجابية إلى توقعات بتجاوز عدد العاملين 22 مليونًا، مع زيادةٍ في مستوى معيشة الأسر بفضل ارتفاع القدرة الشرائية. كما يُتوقع أن يتجاوز الناتج المحلي الإجمالي مستواه قبل جائحة كورونا في وقت أقرب مما كان متوقعًا، مما يُعزز من ثقة المستثمرين في قدرة الاقتصاد الإسباني على التعافي والتطور.
وتُشير التوقعات الجديدة إلى نمو اقتصادي قوي، حيث يُتوقع أن يصل إلى 2.7% في عام 2024، و2.4% في عام 2025، و2.2% في عام 2026. وهذه التوقعات، التي تُعدّ أعلى من التقديرات السابقة، تُؤكد على قوة الاقتصاد الإسباني وقدرته على مواجهة التحديات العالمية.
ويعتمد هذا النمو، بشكل أساسي، على تعزيز صادرات الخدمات، سواء السياحية أو غيرها. ولعلّ أبرز ما يميز هذه المرحلة هو ازدياد مساهمة صادرات الخدمات غير السياحية في النمو، والتي أصبحت تُمثل محركًا قويًا للنمو، مع قيمة مضافة أعلى من صادرات السياحة. وهذا يُشير إلى تنويع مصادر الدخل وتقوية الاقتصاد الإسباني، مما يُعزز من قدرته على مواجهة التقلبات الاقتصادية.
من المتوقع أيضًا أن يلعب الاستهلاك الخاص والاستثمار دورًا محوريًا في دعم النمو خلال عامي 2025 و2026. وتُعدّ خطة التعافي والتحول والمرونة، بالإضافة إلى سياسات دعم قطاع الإسكان، عوامل أساسية في تعزيز الاستثمار وزيادة الطلب. وتُمثل هذه السياسات ركيزة أساسية لتحقيق التوازن والنمو المستدام، مما يُعزز من جاذبية إسبانيا كوجهة استثمارية.
في الختام، تُؤكد هذه التوقعات على مكانة إسبانيا كقوة اقتصادية رائدة في أوروبا، مع قدرة على مواجهة التحديات الاقتصادية المستقبلية. ويُعتبر انتعاش سوق العمل وارتفاع القدرة الشرائية مؤشرات إيجابية على نجاح السياسات الاقتصادية، مما يُعزز من ثقة المستثمرين ويُحفز النمو الاقتصادي. وتُبشر هذه التوقعات بمستقبل اقتصادي واعد لإسبانيا، مدفوعًا بقدرتها على التكيف والابتكار، مما يُرسّخ مكانتها كوجهة استثمارية جاذبة ونموذجًا اقتصاديًا ناجحًا في قلب أوروبا.
بهذه التوقعات الإيجابية، تبدأ إسبانيا فصلًا جديدًا في مسيرتها الاقتصادية، مُعززةً ثقةً متجددةً في قدرتها على تحقيق النمو المستدام والازدهار الاقتصادي.
01/10/2024