في ظلّ تحدياتٍ مُتزايدةٍ يفرضها تغير المناخ وتواتر موجات الجفاف، التقى وزير الزراعة الإسباني، لويس بلاناس، مع نظيره الكطالوني، أوسكار أورديغ، في ليدا، ليُرسما معاً خططاً طموحةً لتعزيز مُستقبل القطاع الزراعي في كطالونيا. وتُعدّ هذه الزيارة دليلاً على التعاون الوثيق بين الحكومتين الإسبانية و الكطالونية، مُؤكدةً على أهمية العمل المشترك في مواجهة التحديات البيئية والاقتصادية. وتم التركيز على ضرورة الاستثمار في تحديث أنظمة الري، حيث تُعدّ هذه الاستثمارات حجر الأساس لبناء قطاع زراعيٍّ أكثر مرونةً وقدرةً على التكيّف مع التغيرات المناخية.
وإدراكًا لأهمية دعم المزارعين الكطالونيين في مواجهة التحديات المُتزايدة، أكد بلاناس على التزام الحكومة الإسبانية بمساندتهم، حيث تلقوا مساعداتٍ ماليةً بلغت 82.7 مليون يورو خلال العامين الماضيين لمواجهة ارتفاع التكاليف والجفاف. وتُجسّد هذه المساعدات حرص الحكومة على تخفيف أعباء المزارعين، مُعزّزةً قدرتهم على الصمود في وجه التحديات. وتم تخصيص أكثر من 44 مليون يورو من هذه المساعدات لمكافحة آثار الجفاف بشكلٍ مباشر، مُؤكدةً على أهمية التعامل مع هذه القضية بأولوية عالية.
وبهدف ضمان مستقبلٍ زراعيٍّ مستدامٍ في كطالونيا، أعلن بلاناس عن استثمارٍ ضخمٍ بقيمة 140 مليون يورو، منها 105 ملايين يورو ستُخصص لستة مشاريع ريٍّ جديدة في ليدا. وتُعزز هذه الاستثمارات جهود الحكومة لتحسين كفاءة استخدام المياه، مُعزّزةً قدرة المزارعين على الاستفادة من كل قطرة ماء، مُساهمةً في تعزيز مُستقبل القطاع الزراعي في المنطقة. وتُعدّ هذه الاستثمارات خطوةً هامةً لتحقيق التنمية المستدامة في قطاع الزراعة.
ولم تقتصر جهود الحكومة الإسبانية على دعم قطاع الزراعة، بل امتدت لتشمل القطاع الحيواني، حيث أكد بلاناس على دعم الحكومة له، مُشيرًا إلى تخصيص أكثر من 23 مليون يورو لمكافحة الأمراض الحيوانية، منها أكثر من مليون يورو لكطالونيا. وتُظهر هذه الخطوات حرص الحكومة على ضمان صحة الثروة الحيوانية، وتعزيز قدرة القطاع على الصمود أمام التحديات.
29/09/2024