مدريد/مكسيكو سيتي – في خطوة غير مسبوقة، أعلنت المكسيك عدم دعوة الملك فيليب السادس لحفل تنصيب رئيسة البلاد الجديدة، كلوديا شينباوم، مُفجرةً بذلك أزمة دبلوماسية بين البلدين. وتعود جذور هذه الأزمة إلى ملفٍ تاريخيٍّ شائك، حيث تُصرّ شينباوم على أن رفض إسبانيا الاعتذار عن سلوكها تجاه الشعوب الأصلية خلال فترة الاستعمار هو السبب وراء هذا القرار.
وفي تصريحاتٍ حازمة، أكدت شينباوم على ضرورة مُراجعة العلاقات التاريخية بين البلدين، مشددةً على أن حكومتها تُولي أهمية قصوى لحقوق الشعوب الأصلية التي أصبحت مُصانة دستورياً في المكسيك. من جانبها، لم تُخفِ الحكومة الإسبانية استياءها من هذا القرار، مُستغربةً غياب الملك عن حفلٍ لطالما كان حضوره فيه تقليدًا راسخًا، لا سيما أنه حضر أكثر من 80 حفل تنصيب لرؤساء في دول أمريكا اللاتينية على مدى عقود.
ورغم الأجواء المُلبّدة بالتوتر، أعربت شينباوم عن رغبتها في بناء علاقة صداقة قوية مع إسبانيا، داعيةً إلى فتح حوارٍ بنّاءٍ لتجاوز هذه الأزمة. لكن يبقى السؤال: هل يُمكن تجاوز هذه الأزمة دون مُعالجة جذرية لجراح الماضي؟ وهل ستُؤثّر هذه الأزمة على مستقبل العلاقات بين إسبانيا ودول أمريكا اللاتينية التي تُطالب بالاعتراف بالانتهاكات التاريخية؟
إنّ أزمة غياب الملك الإسباني عن تنصيب الرئيسة المكسيكية تُسلّط الضوء على حساسية ملف الاستعمار، وتُذكّر بأنّ التاريخ لا يزال يُلقي بظلاله على الحاضر، مُؤكدةً على ضرورة مُواجهة الماضي بصدقٍ وشجاعةٍ من أجل بناء مُستقبلٍ أفضل قائم على الاحترام المتبادل.
26/09/2024