في خضم التوترات الكبرى التي تعصف بالشرق الأوسط، قام عبد اللطيف حموشي، رئيس الشرطة والمخابرات المغربية، بزيارتين استراتيجيتين إلى تركيا والإمارات العربية المتحدة. كان محور هاتين الزيارتين هو تعزيز التعاون الأمني بين المغرب وهاتين الدولتين في مجالات مكافحة الإرهاب، التدريب الأمني، والذكاء الاصطناعي. وقد جاءت هذه الزيارات في وقت حساس، تلقي فيه النزاعات الإقليمية، مثل الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس، بظلالها على الاستقرار الإقليمي.
في هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن العلاقات الأمنية بين المغرب والإمارات تعود لعقود طويلة، وذلك منذ تأسيس الدولة الخليجية بدعم من الملك الراحل الحسن الثاني، الذي حرص على تقديم كافة المساعدات لتنظيم الأجهزة الأمنية الإماراتية. هذا التعاون تواصل عبر السنين مع العديد من كبار المسؤولين الأمنيين المغاربة، منهم الجنرال حميدو لعنيكري. وتأتي زيارة حموشي الأخيرة في إطار تعزيز هذا الإرث المشترك، وفتح آفاقًا جديدة في مجالات الأمن استجابةً للتحديات الإقليمية والدولية الراهنة.
و خلال زيارته للعاصمة التركية أنقرة، شارك حموشي في معرض دولي للتجهيزات الأمنية، حيث استعرض أحدث الابتكارات في مجال الأمن، كما أجرى محادثات مع كبار المسؤولين الأتراك حول سبل مواجهة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود. ثم توجه بعدها إلى أبوظبي، حيث وقّع مذكرة تفاهم مع القيادة العامة للشرطة لتعزيز التعاون في مجالات التدريب الأمني والشرطة العلمية. هذه الخطوة تعكس التزام الجانبين بتطوير قدراتهما الأمنية استعدادًا لمواجهة التهديدات المستقبلية.
زيارة حموشي إلى الإمارات كانت أيضًا فرصة للتعرف على «مدينة الأمان» الذكية، التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لضمان السلامة العامة. هذه الزيارة تأتي في سياق الجهود التي يبذلها المغرب لتحديث أجهزته الأمنية، خاصة مع اقتراب استضافة البلاد لأحداث قارية وعالمية مثل كأس الأمم الإفريقية 2025 وكأس العالم 2030. لقاءاته مع كبار المسؤولين الإماراتيين، بمن فيهم رئيس الإنتربول، أحمد ناصر الريسي، سلطت الضوء على التهديدات الأمنية العالمية المتزايدة، ما يجعل المغرب شريكا رئيسيا و استراتيجيا على صعيد الأمن الدولي، نظرا لدوره المحوري في مكافحة الإرهاب والتهديدات الناشئة.
25/09/2024